ضعف الانتصاب وأمراض القلب: جرس إنذار مبكر لا يجب تجاهله

لماذا يجب أن ننظر إلى ضعف الانتصاب بجدية أكبر؟

ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction - ED) ليس فقط مسألة تتعلق بالجنس أو جودة الحياة، بل هو في كثير من الأحيان مؤشر مبكر على أمراض القلب والأوعية الدموية (Cardiovascular Disease - CVD). في الواقع، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن ضعف الانتصاب قد يسبق الإصابة بالنوبات القلبية بسنوات، خاصة لدى الرجال الأصغر سنًا الذين لا تظهر عليهم عوامل الخطر التقليدية.

الشريان الأصغر يكشف الخطر أولًا

الشرايين المغذية للعضو الذكري لا يتجاوز قطرها عادةً 1 إلى 2 ملم، بينما تتراوح أقطار الشرايين التاجية في القلب بين 3 إلى 4 ملم. هذه الحقيقة التشريحية البسيطة تجعل من الشرايين الذكرية أكثر عرضة للانسداد المبكر بسبب تراكم الترسبات الدهنية (Atherosclerosis). ولذلك، فإن ظهور ضعف الانتصاب قد يكون أول علامة على وجود تضيق في الشرايين قبل أن يظهر أي عرض في القلب.

ضعف الانتصاب وأمراض القلب

وفقًا لتوصيات مؤتمر برينستون الرابع (Princeton IV Guidelines)، فإن ضعف الانتصاب يُعتبر “علامة خطر معززة” (Risk-enhancing marker) للإصابة بأمراض الشرايين التاجية، حتى في حال كانت مؤشرات الكوليسترول أو السكري أو ضغط الدم ضمن النطاق الطبيعي.

بكلمات أخرى: ضعف الانتصاب هو بمثابة ضوء تحذيري ينبّهنا لاحتمال وجود مرض قلبي صامت.

فحص الكالسيوم التاجي: خطوة بسيطة قد تُنقذ حياتك

يوصي الخبراء باستخدام فحص تصوير الكالسيوم في الشرايين التاجية (Coronary Artery Calcium - CAC Score) لدى الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب ويقعون ضمن فئة الخطر القلبي المتوسط. هذا الفحص غير الجراحي يُساعد في اكتشاف وجود تكلسات في شرايين القلب حتى قبل ظهور الأعراض.

وإذا أظهر الفحص نتيجة عالية (أكثر من 100)، يمكن البدء مباشرة بخطة وقائية تشمل:

• أدوية خافضة للكوليسترول (Statins)

• مضادات التجلط مثل الأسبرين

• تغيير نمط الحياة

• أو تحويل المريض إلى طبيب قلب عند الحاجة

هل العلاقة الحميمة آمنة لمرضى القلب؟

نعم، في معظم الحالات. إذا كان المريض يستطيع المشي لمسافة كيلومتر أو صعود درجتين دون ضيق تنفس أو ألم، فإن ممارسة العلاقة الحميمة تُعد آمنة. أما في حال وجود أعراض قلبية نشطة مثل الذبحة الصدرية أو فشل القلب، فيُنصح بإجراء اختبار جهد أو مراجعة طبيب القلب قبل البدء بعلاج ضعف الانتصاب.

الأدوية ليست فقط للحل الجنسي… بل ربما للقلب أيضاً

الأدوية من فئة مثبطات (Phosphodiesterase type 5 inhibitors - PDE5 inhibitors) مثل (Sildenafil) و(Tadalafil) لا تُستخدم فقط لتحسين الانتصاب، بل تشير دراسات واسعة إلى أنها قد تُقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة القلبية، بنسبة تصل إلى:

• 25% انخفاض في معدل الوفيات العامة

• 39% انخفاض في وفيات القلب

• 17% انخفاض في خطر فشل القلب

رغم أن هذه الدراسات قائمة على الملاحظة، إلا أن نتائجها تفتح الباب أمام إمكانيات علاجية أوسع في المستقبل.

تغيير نمط الحياة = انتصاب أقوى + قلب أقوى

الحمية الصحية، النشاط البدني، والتوقف عن التدخين ليست فقط نصائح عامة، بل وسائل فعالة لتحسين وظيفة الانتصاب وتقليل خطر الأمراض القلبية.

في دراسة عشوائية، أدى التزام المشاركين بحمية غذائية رياضية إلى تحسن واضح في وظيفة الانتصاب لدى الثلث منهم خلال فترة قصيرة.

متى يجب مراجعة الأخصائي؟

إذا لم تستجب للعلاج الدوائي، أو كنت تعاني من أمراض قلبية معقدة، فقد تحتاج إلى تقييم شامل يشمل:

• فحوصات متقدمة للقلب

• العلاج بالحقن الموضعي

• زراعة دعامات الانتصاب

• تقييم مشترك من طبيب المسالك وأخصائي القلب

خلاصة

ضعف الانتصاب ليس مجرد مشكلة شخصية… بل رسالة من القلب.

(ضعف الانتصاب وأمراض القلب)

استمع لجسدك، وافتح الباب للفحص المبكر والوقاية.

وإذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب وتريد تقييمًا دقيقًا وشاملًا، فنحن في عيادة د. رضوان توفيق مهدي مستعدون لمساعدتك.

🟦 احجز استشارتك اليوم قبل أن يتأخر الإنذار